English
إن كانت هناك سمة تميز الحقبة التاريخية التي تمر بها البشرية الآن، فإنها ظاهرة التطرف الديني الإسلامي وما يرتبط بها من ارهاب جسدي وفكري. لقد اشعل الإسلاميون المتطرفون نار الحرب المدمرة على كل المجتمعات التي لا تدين بسُبل شريعتهم، جاعلين من هذه الحرب وسيلة لنشر ما يعتقدون به بالإكراه، مما يتناقض والدعوات التي يطلقها رجال الدين الإسلامي، على انه دين الرحمة والسلام وعدم الاكراه، إذ ان الرحمة والعنف ضدان لا جامع بينهما. كما يحاول حملة الفكر العنصري صهر كل ما يقع خارج انتماءاتهم في بودقتهم، التي ترفض السلم الإجتماعي في مجتمع متعدد الإنتماءات. التاريخ الاسلامي المدون يقدم لنا يومياً امثلة حية عن كل ما يُقترف من جرائم يدعي المعتدلين من المسلمين بانها لا تمت للدين بصلة، في حين يؤكدها البعض الآخر من خلال نصوص دينية من القرآن والسنة على انها تصب في صلب موروث التعاليم الإسلامية، هذا التشتت هو نتيجة لغياب الوحدة الفكرية المعتدلة حول تفسير وتأويل وتوظيف النصوص والموروث على الواقع المعاش في المجتمعات المختلفة. إن استمرار مثل هذا الواقع المرير للتصرف بالنص الديني لا يتماشى وتطلع شعوب الأرض كافة، بما فيها الأغلبية المسلمة، نحو العيش الآمن الكريم في مجتمعات يسودها السلام وتعمها العدالة الإجتماعية، كما تشير وقائع تاريخنا المعاصر إلى حملات الإبادة الجماعية وجرائم ضد الانسانية واعمال عنف التي طالت الارمن والازيديين والمندائيين والمسيحيين والزرادشتيين والكاكائيين وبعض الانتماءات الفكرية، لمجرد اختلاف هذه الجماعات البشرية في انتمائها الديني عن المسلمين، حتى اتباع المذاهب المختلفة داخل الاسلام لم ينجوا من تلك الاعمال الارهابية. في محاولة منا لإيقاف كل انتهاكات حقوق الانسان بسبب التفسيرات الارهابية للنصوص القرآنية والاحاديث النبوية والتاريخ الاسلامي، لا نجد امامنا سوى العمل المشترك والتضامن الإجتماعي من اجل: أولاً: مخاطبة المؤسسات الإسلامية بما فيها من فقهاء ومراجع وشخصيات تسعى للحفاظ على التعاليم الدينية المعتدلة والداعية للسلام والرافضة للإكراه والعنف، وتعمل على انتشال الإسلام من تلاعب المتطرفين وتأويلات المغرضين وتفسيرات المنافقين، ان تبادر، وعلى الفور، باتخاذ الخطوات الجريئة التي يمكنهم من خلالها ان يقدموا الدين الإسلامي لشعوب العالم كدين سلام، بمراجعة جريئة لنصوص العنف الدينية، قرآناً كانت او حديثاً، والتي لا زال يعمل بها البعض حتى يومنا هذا بعد تجريدها من سياقيها التاريخي واللغوي، معللين ذلك بنفس تلك الآراء التي وظفت هذه النصوص قبل اربعة عشر قرناً من الزمن. ثانياً: لا تبتعد مثل هذه المراجعة عن تلك المراجعات التي احتفظت بقدسية بعض النصوص والغت العمل بمضمونها الذي انتفت مبررات توظيفه في المجتمعات الإسلامية اليوم، مثل ايقاف استحصال الجزية من غير المسلمين بعد نشوء الدولة المدنية، او الغاء حق ملك اليمين والاتجار بالبشر بعد قرار عصبة الامم، والغاء ما يسمى بحكم المرتد، إلا مؤشرات قليلة من تلك المراجعات الكثيرة التي طالت مضامين نصوص كثيرة اخرى كحق المتعة او سهم المؤلفة قلوبهم، تلك النصوص التي توقف العمل بها في عهد الخلفاء الراشدين انفسهم، بالرغم من استمرارية وجودها كنصوص مقدسة. ثالثاً: بعد ان نجحت شعوب عديدة في التعايش السلمي واعلاء قيم الانسانية واحترام حقوق الانسان، بمحاربة الافكار العنصرية دينية كانت ام قومية او شوفينية، واغلقت الباب امام التدخلات الخارجية في تغذية المجاميع المتطرفة، فإننا في خطوة مماثلة ننتظرها من المؤسسات الدينية الاسلامية ان تجرد هذه المجاميع من وسائلها النصية والتاريخية، حتى نتمكن من ايقاف مخابرات ولوبيات الدول الصناعية من التلاعب بمجتمعاتنا ودفعها الى المغامرات الارهابية، بتكفير الاخر وقطع الرؤوس واجبار مجاميع بشرية على تغيير دينها او مذهبها. هذا الواجب تضامني مع المجتمع الدولي بمختلف منظماته المؤمنة بالحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية ان يتكاتف ويتعاون مع الشعوب المضطَهَدَة لإنقاذها من براثن هذه القوى. رابعاً: يشكل مجال التعليم بكل مراحله، احدى المنطلقات الأساسية لبناء الشخصية المستقبلية للفرد في محيطيه الخاص والعام. من هنا يقع علينا كافراد ومنظمات مجتمع مدني ومنظمات دولية ان نطالب الحكومات في منع تبنى المؤسسات التعليمية الدينية الإسلامية المتطرفة والعنصرية في مجتمع ما، مناهج ومفردات تربي مشاعر الحقد والكراهية والإنهاء الجسدي، ضد الآخر المختلف دينياً او طائفياً، لأنها وبوعي منها، تعمل على إلغاء مبدأ التعايش السلمي بين الشعوب. خامساً: القضاء على الإرهاب لا يتم من خلال قطع إمداداته العسكرية او مصادر تمويله من الدول الداعمة له فقط، بل يجب العمل على تجفيف المنابع الفكرية للإرهاب بمراقبة وفضح كل ما تقوم به الدول الداعمة للإرهاب، عبر مؤسساتها الرسمية والشعبية من خلال قنواتها الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة من شعوبها او من جالياتها، والتي طالما تتخذ من دور العبادة الإسلامية او ما يسمى بالمؤسسات العلمية، داخل تلك الدول وخارجها، مراكز لنشر الفكر الظلامي المناهض للحداثة وتعميم الكراهية للآخر. إن مراقبة وتحجيم، بل ومنع مثل هذه الدعاية الإعلامية للإرهاب ينبغي أن لا يتوقف بحجة تطبيق مبادئ حرية الرأي، إذ ان الثمن الذي يقابل ذلك هي حياة عشرات الآلاف من البشر، ضحايا إرهاب التطرف الديني الإسلامي. إننا نتوجه بنداءنا هذا إلى كل من مسه الضرر بكل انواعه من جرائم الإسلام السياسي وعصاباته المختلفة، وإلى المرجعيات الدينية بكل طوائفها ومنظماتها المحلية والدولية التي اكتفى بعضها لحد الآن بالعبارات اليتيمة المنددة بإرهاب الإسلاميين الذين لم يوظفوا في جرائمهم إلا نفس ذلك الدين الذي تدعي المراجع الدينية الحفاظ عليه وعلى تعاليمه. كما نتوجه بنداءنا هذا إلى جميع رجال الدين من الأديان كافة لأن يوحدوا كلمتهم ويبرزون امام العالم كله كمثل عليا يقتدى بها في نشر مبادئ العيش المشترك والسلم الإجتماعي في اوطانها. ونناشد ايضاً تابعي الأديان المختلفة في العالم اجمع لأن يشحذوا القوى لرفع راية التضامن بين شعوب الأرض والتصدي لكل انواع إرهاب التطرف الديني. كما نناشد كل منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والأحزاب الداعمة للتوجه الديمقراطي والدولة المدنية للوقوف إلى جانب الشعوب المناضلة لتحقيق هذه الأهداف، والتي تتعرض اليوم إلى استنزافها من قبل إرهاب التطرف الإسلامي. الموقعون صادق اطيمش ماجد فيادي ضياء الشكرجي تحسين سعيد بك امير الديانة الازيدية في العالم الشيخ ستار جبار الحلو رئيس الطائفة الصابئة المندائية في العراق والعالم سلام نعيم عطية الزهيري طارق بركات الناشيء هيثم حميد نائب عماد حميد شلتاغ الشيخ نظام كريدي حكمت شناوة السليم صبحي ضخر حاجو داوود مراد ختاري ناظم ختاري كاظم حبيب عقيل الناصري رزكار عقراوي راهبة الخميسي علاء مهدي دانا جلال نهاد القاضي تيسير الالوسي هيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق صادق البلادي سعدون ضمد عدوية غضبان مشلب هديل الطاهر فارس ججو جوزيف صليوا زهير صبري نجار متي شاجا شميران مروكل رمزي ياقو توماس جاسم كماش برزان شاكر حسن حلبوص لميعة جبار لفتة الزهيري علي شوكت ناشط مدني هيثم هاشم الطعان سميرة دا علي مالك كاظم الزرجاوي حسين الشمرتي نبيل رومايا نوال ناجي يوسف هلال البندر سعد ابراهيم
شارك بهذه الحملة على الفيسبوك والتويتر
آخر 20 توقيع - من الممكن الاطلاع على التواقيع الأخرى من خلال الأرقام الموجودة أسفل قائمة التوقيعات
كيف تطلق حملتك في بضعة دقائق؟ هل لديك قضية تود أن تكسب تأييداً شعبياً لها او تطرحها للحوار؟ ابدأ حملتك الآن في اكبر موقع للحملات الالكترونية في العالم العربي
نصائح لحملات فعالة - كيف تروج وتنجح حملتك؟
المحاور حملات سياسية حملات عامة حقوق الإنسان حقوق المرأة حقوق الأطفال الحركة العمالية والنقابية الأدب والفن المجتمع المدني الإدارة و الاقتصاد الطبيعة وحماية البيئة الأقليات الدينية والقومية
حقوق النسخ واعادة النشر متاحة للجميع مع الإشارة إلى المصدر - الحملات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع Contact us